التعذيب أعظم إنجازات العهد الجديد
الحلقة الثالثة
سألني أحد الإخوة الأفاضل مالذي دفعك للكتابة عن التعذيب في هذا الظرف بالذات ؟
فأجبته شاكرا له سؤاله :
_ أن ماكينة التعذيب في تونس لم تتوقف ولو ليوم واحد منذ عشرين سنة إلى الآن .
_ أن جريمة التعذيب لا تسقط بالتقادم ويجب التشهير بها وبمرتكبيها على الدوام خاصة وأن جراحات ضحاياها لا تكف عن النزيف أبدا.
_ أني أردت من خلال طرح هذا الموضوع تذكير أولئك الذين اختاروا رغبا ورهبا هذه المرحلة المؤلمة والمحزنة ( التي تصعد فيها أرواح شهدائنا الأبرار إلى السماء الواحدة تلك الأخرى شاكية لربها ظلم بن علي لتمجيد ومدح منجزات هذا السفاح ) أنهم تناسوا بقصد وبسابق إصرار ذكرأعظم إنجاز يحسب لهذا الرجل وهو إهانته لآدمية البشر في تونس وقتلهم قتلا بطيئا من خلال سياسة التشفي والإنتقام والإهمال الصحي والجريمة المنظمة .
ولسائل أن يسأل ماذا تساوي هذه المنجزات المزعومة مقارنة بما حققه فراعنة العصرصدام وشاه إيران وغيرهما من معجزات اقتصادية وعسكرية وتكنولوجية وتقدم على جميع المستويات.
وهل شفعت لهم هذه المنجزات وهل نفعتهم في شىء عندما انتفضت عليهم الشعوب وانتقمت لشرفها وكرامتها ودينها وحريتها ؟
_ كما وددت أن أرد على الذين يلبسون على الناس ويغالطونهم حين يزعمون أن بن على ليس وحده مسؤولا عن كل ما يحدث في تونس من انتهاكات خطيرة بل أن هناك أطرافا داخل السلطة لها مصلحة في استمرار تردي الأوضاع الحقوقية وهي التي تدفع دائما باتجاه ذلك.
أقول لهؤلاء اتقوا الله ، كفى استبلاها للعقول كفى ضحكا على الذقون ، كل الذين عرفوا هذا الرجل من قريب أوبعيد يجزمون أنه شر مطلق لا خير فيه ، يكفي أن هذا الذي حدث ويحدث يتم في عهده وبعلمه وبقرارات منه فهو المسؤول رقم واحد في الدنيا والآخرة ، ولو كانت له رغبة صادقة وإرادة أكيدة في تغيير الأوضاع لحصل ذلك من زمن بعيد ولما عانى أشراف تونس كل هذه المعاناة.
لقد تهيأت كثير من الظروف المحلية والدولية لإصلاح ذات البين بين أبناء الخضراء ولكنه رفض وأبى واستكبر وأصر على سياسة القمع والإستبداد والإنغلاق.
كما جاء في تصحيح الأخ خالد تعليقا على ما ورد في الحلقة الأولى أن الذين سجنوا من المتورطين في التعذيب أعربوا عن ندمهم واعترفوا أن الأوامر كانت تأتيهم مباشرة من القصر.
إني أشبه المطبلين والمزمرين لمنجزات الظالم والمهرولين نحو ه طمعا في المصالحة وفي وحل الدنيا بمحمود عباس وزمرة أوسلو الباحثين عن التسوية مع أولمرت وباراك وشمعون بيريز.
إن حجم الدمارالسلوكي والاخلاقي والمعاملاتي الهائل الذي تسبب فيه هذا الفاسد المفسد الضال المضل تحتاج من التونسيين الغيوريين إلى عشرين سنة من العمل الجاد والمخلص حتى تعود الأمور إلى مستوى الصفر.
وأساليب التعذيب التي تستعمل في تونس تذهب بالألباب ويشيب لها الولدان ( عودوا إن شئتم إلى كتاب مأساة مساجين الرأي في تونس وكتاب الحديقة السرية لبن علي لمؤلفه الدكتور أحمد المناعي وتقارير منظمة العفو الدولية وكل المنظمات الخقوقية في الداخل والخارج من بداية التسعينات إلى يوم الناس هذا) .
وضحايا التعذيب في تونس يعدون بعشرات الآلاف منهم من قضى نحبه ومنهم من هو في طريقه إلى ذلك بسبب حرمانه من العلاج ومنهم من سيعيش بقية حياته معاقا أو مشوها أو مصابا بأمراض مزمنة ومنهم من فقد مداركه العقلية ومنهم من انتحربسبب الحصار الذي مورس عليه في رزقه وفي حريته بعد خروجه من السجن .
إن الواجب يحتم علينا هذه الأيام أن نتحرك في نفس الوقت لرفع الحصار الظالم المسلط على إخواننا في غزة وعلى إخواننا المناضلين والمسرحين من سجون بن علي..
ومن المشاهد المؤثرة التي طبعت في الذاكرة :
_ اعتقالهم لأم أحد الإخوة الفارين وهي في الثمانين من عمرها ووضعها في الزنزانة الإنفرداية ( السيلون ) في ظروف لا تليق وتفتقد لأبسط المرافق الإنسانية لأيام طويلة محاولة منهم للضغط على ابنها حتى يسلم نفسه.
_ من أسوإ المشاهد تجريدهم لأحد الإخوة الربانيين الحافظين لكتاب الله من كل ثيابه أمامي. هذا الأخ له مكانة كبيرة في قلبي ، فكان من أصعب الأشياء علي أن أراه في تلك الحالة.
_ إحدى الطالبات عذبت أمامي عذابا أليما وكانت تسأل سؤالا واحدا أين يختفي خطيبك فلان ؟ فتأكدت حينها من حقيقة تحرير المرأة في تونس.
_ أحد الإخوة الأعزاء أدخلوني عليه في غرفة من غرف التعذيب فلم أعرفه ولم أتبينه ، شكله محتلف تماما ، ملابسه كلها ممزقة لا يوجد مكان في وجهه وجسده إلا وبه انتفاخ أو تغير في اللون. روى لي عندما التقيته بعد أشهر في السجن أنهم كانوا يضربونه بعصي فيها مسامير حادة.
_ الشهيد عامر الدقاشي عذبوه حتى الموت ثم ألقوا بجثته من الطابق الثالث إيهاما وادعاءا أنه رمى بنفسه محاولا الفرار.
_ أحد الإخوة حاولوا تعرية أمه .وزوجته وأخته أمامه وهددوه باغتصابهن إن لم يعترف ،الأم توفيت بعد أيام حسرة وكمدا من هول ما رأت في وزارة الداخلية.
_ أحد الأعوان الشبان في سجن برج الرومي أجلس شيخا في الخامسة والسبعين من عمره ( في مقام جده ) على ركبتيه وأشبعه صفعا ورفسا ودوسا والمسكين يستغيثث ولا مغيث دون مراعاة لكبر سنه وضعف بصره وشيب شعره.
_ أضرب بعض الإخوة عن الطعام بسبب تردي الاوضاع داخل السجون فما كان من مدير السجن إلا أن أخرجهم إلى الساحة وطرحهم على بطونهم أرضا بعد أن قيد أيديهم إلى الوراء ثم أتى بوجبة الغداء وصبها في مستنقع للمياه الراكدة الوسخة وأرغمهم على أكلها تحت لهيب السياط وترويع الكلاب.
_ أحد الإخوة طار جزء من جلدة راسه نتيجة شدة التعذيب ، هذا الجزأ استظهربه المحامي أمام القاضي في قاعة المحكمة.
_ أحد الإخوة كان فارا منهم على متن دراجة نارية فدهسوه بسيارتين واحدة من الامام والأخرى من الخلف مما تسبب له في كسور على مستوى الظهر والرجلين ، حملوه إلى المستشفي حيث تم تجبيره ثم عادوا به إلى بوشوشة أين أذاقوه ألوانا عديدة من العذاب رغم تحذيرات الأطباء.
_ أحد الإخوة كان بدينا لم يستطيعوا تعليقه من رجليه الإثنين فعلقوه من رجل واحدة مما جعل العذاب والآلام أضعافا مضاعفة .( تصوروا هذه الوضعية إنسان بدين يعلق من رجل واحدة كيف يكون حاله ) .
_ أحد الإخوة التف حوله سبعة من الوحوش المفترسة وهو معلق ، أحدهم يضربه بعصا ضربا مبرحا على أصابع رجليه والثاني يكويه بسيجارة في أماكن حساسة من جسده والثالث يدخل عصا في دبره والرابع يضع خرقة وسخة كريهة الرائحة على أنفه وفمه ويضغط عليه إلى حد الإختناق والخامس يضربه على صدره بحذاءه العسكري والسادس يلقي عليه أسئلة والسابع يضربه بالسوط على رأسه ويطالبه بسرعة الإجابة دون تردد أو تفكير.
_ أحد الإخوة ضربوه بقضيب حديدي على جهازه التناسلي مما تسبب له في عقم دائم.
إضافة إلى ممارسات كثيرة يندى لها الجبين لا أستطيع الحديث عنها لخدشها الحياء.
_ ألأكثر إيذاءا من التعذيب في سجون ومعتقلات بن علي الإفراط في سب الجلالة والتطاول على الدين وعلى القرآن الكريم وعلى رسولنا العظيم .، فما رأيت في حياتي قط أفحش قولا وأشد بذاءة في اللسان من هولاء.، إضافة إلى رائحتهم الكريهة بسبب قلة نظافتهم وممارسة العديد منهم للتعذيب وهم سكارى مخمورون .
والمتأمل في أحوال أغلب المهرولين وهم قلة والحمدلله أمام الشريحة الواسعة من الصابرين الثابتين يجد أنهم لم يقعوا بين أيدي الجلادين ولم يتعرضوا لما تعرض له رفقاء الدرب ، وأن الله عافاهم مما ابتلى به بقية إخوانهم ولو حصل لهم ما حصل لغيرهم لعرفوا حقيقة عدوهم ( ليس هناك مكان يعرفك بحقيقة وشراسة وبشاعة عدوك مثل زنازين الداخلية والسجون ) ولما هرولوا ولما انبطحوا ولما مدحوا ولكان لهم رأي آخر.
والجلادون أناس لا يمكن مقارنتهم بالحيوانات ، فالحيونات أفضل منهم على جميع المستويات ، الحيوان إذا ربيته واعتنيت به يصبح وديعا أليفا خدوما وفيا رحيما أما هؤلاء فلا يملكون صفة واحدة من هذه الصفات.
وينقسم الجلادون من خلال تجارب االمعارضين معهم إلى ثلاثة أقسام :
_ قسم من مجرمي الحق العام وأغلبهم أميون وقع توظيفهم منذ العهد البورقيبي ( بعد أن غسلت أدمغتهم ) لتعذيب وقتل الأبرياء. تشعر من خلال أحاديثهم وممارساتهم بمحدودية مستواهم ، وهؤلاء لا يعرفون للرحمة سبيلا ، تجد الواحد منهم مستعدا وبمنتهى الغباوة لتنفيذ كل الأوامر ولو على أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه .
ومن نكد الدنيا على المرء أن يرى أحد هؤلاء الجهلة القذرين يعذب دكتورا في الجانعة أو طبيبا مرموقا.
_ قسم من اليساريين القدامى والجدد الحاقدين الذين انخرطوا في سلك الامن انتقاما لهزيمتهم النكراء أمام الإسلاميين في كل قطاعات المجتمع. تراهم يعذبون من منطلق عقائدي.
_ قسم من المثقفين أصحاب الشهادات صدت السلطة أمامهم كل أبواب العمل الشريف وفتحت لهم أبواب الداخلية على مصراعيها فتورطوا في تطبيق جرائم السلطة ضد الأبرياء.
الأشخاص المورطون في أعمال التعذيب في تونس
يأتي رئيس الدولة طبعا في المقدمة نظرا لأن كل هذه الإنتهاكات الخطيرة حدثت في عهده وبأوامر منه وهو المطلوب رقم واحد لدى محاكم الدنيا والآخرة ثم كل الوزراء الذين تعاقبوا على حقيبتي الداخلية والعدل ومدراء الأمن ثم :
الجلادون بإدارة الأمن الوطني : عزالدين جنيّح حسن عبيد علي منصور حمادي حلاس ( شهر محمد الناصر ) فرج قدورة محمد علي القنزوعي المنصف بن قبيلة رضا الشابي عبد الحفيظ التونسي عبدالرؤوف بالشيخ محمود بن عمر عمر السليني محمود الجوادي البشير السعيدي زياد القرقوري عادل العياري عبد الرحمان القاسمي ( شهر بوكاسا ) محمد الطاهر الوسلاتي جمال العياري عبد الفتاح الأديب عبد الكريم الزمالي محمد قابوس محمد المومني عادل التليلي حمودة فارح عماد الدغار مراد العبيدي رشيد رضا الطرابلسي عبدالرحمان الفرشيشي عبد المولى .وغيرهم كثير.
أعوان و ضباط الإدارة العامة للسجون
أحمد الحاجي التومي الصغير المزغني الجديدي العلوي نبيل العيداني أحمد الرياحي كريم بالحاج يحيى الحبيب عليوة علي بن عيسى صلاح الدين مبارك البشير النجار الهادي الزيتوني مراد الحناشي الهادي العياري رضا بالحاج عمر اليحياوي الصادق بالحاج فيصل الرماني عبد الرحمان العيدودي صالح الرابحي علي شوشان هشام العوني جمال الجرب سامي القلال هندة عيادي
بلقاسم ملوخية حسن عرصة حسن البناي حسن الأبرص الوشتاتي محمد الزغلامي ( سرق ميزانية السجن لما كان مديرا لسجن برج الرومي في أواسط التسعينات فاعتقل وسجن في نفس السجن الذي كان يعذب فيه الأبرياء وتوفي فيه ، التقاه أحد الإخوة فبل وفاته بأيام في إحدى غرف السجن فوجده يبكي نادما على ما اقترفت يداه وطلب منه أن يبلغ كل الإخوة الذين عذبهم اعتذاراته وأنه كان ضحية سياسة الدولة وأنه كان يطبق الأوامر التي كانت تأتيه مباشرة من بن علي ووزيريه للداخلية والعدل ، راجيا من كل المساجين العفو عنه) . وغيرهم كثير
المنجي الفطناسي
Alhiwar.net شبكة الحوار نت
Et apres quoi faire avec cette info
ces noms
cette liste de criminels
qui collecte leurs photos
leurs crimes
qui documente tout ca?
pour les punirs un jour...